الجمعة، 19 أغسطس 2011

عيد التجلي المجيد

عيد التجلي المجيد (البعد اللاهوتي والروحي)
عيد سيدى صغير فيه المجد ولكن علاقته بالخلاص غير مباشرة، نشعر أنه عيد مهم لأنه ذُكر فى البشائر الثلاثة متى، ومرقس، ولوقا. 

البعد اللاهوتى: 

+ واضح من مجد الرب الذى ظهر ليس مجداً عادياً.

+ الشخصيات التى تجمعت فى الجبل، روح بدون جسد (موسى النبى)، إيليا (حى فى السماء بالجسد)، التلاميذ الثلاثة (بطرس ويعقوب ويوحنا). لا يستطيع أحد يجمع كل هذه الشخصيات إلا إذا كان هو الله نفسه. (كيف يأتى موسى من الجحيم، وإيليا من السماء؟ موضوع يريد سلطان). والعجيب أنه كان موسى وإيليا يتحدثان مع الرب عن خروجه المزمع أن يكون.

والثلاث تلاميذ أختيروا لحكمة، بطرس استشهد بأصعب ميته مصلوب منكس الرأس، ويعقوب أول الشهداء من الرسل، ويوحنا أول من وقف فى وجه الهراطقة فلهم وضع متميز فآراهم مجده، ويوحنا هو الوحيد الذى تبع المسيح حتى الصليب.

+ صوت الآب يشهد للإبن، "هذا هو ابنى الحبيب له اسمعوا".

البعد الروحى: 

+ نبدأ المجد المُعد للأبرار "جيد يارب أن نكون ههنا".

+ أهمية الجبل فى حياة أولاد الله، دائماً أولاد الله يوصفوا بالجبال "رفعت عينى إلى الجبال من حيث يأتى عونى معونتى من عند الرب".

هناك أربع أشياء مهمين فى حياة أولاد الله: 

الخلوة، الجبل، الصلاة، التأمل. 

"مجرد النظر إلى القفر يُميت من النفس الحركات الشهوانية" بالإضافة إلى الهدوء وحفظ الوصية. "بالهدوء والسكون تخلصون" (أش 30: 15).

+ القداسة هى التى تجمع بين المجاهدين والمنتصرين، مبدأ روحى مهم (موسى وإيليا كانوا فى حكم المنتصرين) والتلاميذ مازالوا يجاهدوا.

ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين.

السبت، 13 أغسطس 2011

بعض الاسئلة والاجوبة في الميلاد و عن العذراء مريم المخطوبة ولماذا نحتفل يوم 7 يناير

عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ

+ (لوقا 1: 26-27) 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.

يستشهد منكرى بتولية مريم العذراء أنها كانت مخطوبة، وطبقاً لشريعة الخطبة فى اليهودية تكون المخطوبة زوجة رسمياً لزوجها، وهذا يعنى أن مريم صارت بعد ولادة يسوع زوجة ليوسف النجار.

الرد: 



فى الواقع هناك أسئلة عديدة تطرح نفسها عن حول خطوبةمريم العذراء ليوسف النجار وهى: 

1- لماذا لم يأتى الرب يسوع من عذراء بدون خطوبة؟

2- لماذا إختار المسيح إمرأة مخطوبة لكى يتجسد منها؟

3- لماذا وُلد المسيح من إمرأة أو عذراء؟

4 - لماذا كان يسوع فى بطن العذراء؟

5- لماذا إختار الله يوسف النجار لكى يكون هو خطيب مريمالعذراء؟

6- لماذا وافقت مريم على خطوبتها ليوسف النجار إذا كانت إختارت البتولية؟

7- ماهى مراسم إتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح. 

8- متى تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار؟

9- هل عرف الشيطان مضمون رسالة بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء؟

10- هل عرف الشيطان شك يوسف فى بتولية العذراء؟

11- هل عرف الشيطان مضمون رسائل الملاك ليوسف النجار؟

12- هل عرف الأنبياء والشيطان المعنى الحقيقى لكلمةالعذراء فى نبؤة أشعياء النبى؟

13- كيف يقبل يوسف النجار الشيخ الكبير الزواج من مريمالبنت الصغيرة؟

14- كم كان عمر العذراء عند ولادة يسوع؟



(1) لماذا لم يأتى الرب يسوع من عذراء بدون خطوبة؟

لقد بشر الملاك جبرائيل مريم أنها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر وإنها ستلد القدوس، فماذا كان سيحدث عندما يجدها الناس حامل وهى غير متزوجة؟

الإجابة: 

1- توجية تهمة الزنا لها، وترجم حتى الموت حسب الشريعة.

2- تقوم مريم الشعب بإعلان سر الحبل الإلهى للشعب ولن يصدقها أحد وتموت بالرجم.

2- يقوم الجنين فى بطنها بإعلان حقيقة سر الحبل الإلهى بإجراء معجزة لكى يصدق الشعب، وقد لا يصدق ويقول الناس عنها أنها ساحرة، فكم من معجزات أجراها السيد المسيح ولم يؤمن به اليهود. ولكن الهم من ذلك أن الشيطان فى هذة الحالة سيعرف ان هذا المولود هو المسيح القادم لفداء وخلاص البشرية، وكان سيسعى جاهدا لتعطيل ذلك الخلاص.

4- لو كانت الناس تعرف يقيناً هذا السر العجيب وأن المسيح سوف يتجسد من عذراء بدون زرع بشر، لربما إستغل عدو الخير ذلك فى عمل الشر وإثارة الشكوك!!، فمثلا كيف سيكون الحال لو أن أى فتاة عذراء وغير مخطوبة زنت مع شخص وقالت لأهلها لقد وجدت نفسى فجأة حامل!! موضحة أنه ربما تكون نبؤة أشعياء النبى تخصها هى، بحجة الهروب من عقوبة الرجم، وهكذا غيرها من الفتيات غير المتزوجات، وبالتالى يستغل الشيطان كلمة الله فى عمل الشر، وتتحول تلك النبؤة العظيمة إلى دليل براءة كل زانية (حاشاً)، ولكن أخفى الله هذا السر العظيم عن الشيطان وعن كل البشرية: 

+ (تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ



(2) لماذا إختار المسيح إمرأة مخطوبة لكى يتجسد منها؟

- لماذا إنتظر الله خطوبة العذراء ليوسف النجار وبعدها جاءت بشاره الحبل الالهى؟

الحقيقه إن الله إختار أن يتجسد من مريم العذراء المخطوبة، وقد إستخدم يوسف النجار كستار للعذراء مريم لعدة أسباب: 

1- إخفاء سر التجسد الإلهى عن إبليس الشيطان وأن المولود ليس شخصاً عادياً وبدون زرع بشر وأنه هو عمانوئيل، فكان لابد أن يكون هذا مخفياً عن الشيطان الذى لو علم به يقيناً لحاول أن يفسر خطوات عمل الفداء والسعى لتعطيله. لكن الشيطان لم يعلم حقيقة الحبل الإلهى إلا بعد صلب السيد المسيح وقيامتة، ودونت الأناجيل إعلان سر التجسد الإلهى العظيم: 

+ (تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ

2- لإخفاء طبيعه المولود عن إبليس، وهذا يتطلب أن تكونالعذراء مريم مخطوبة لرجل بار يخاف الله ويحافظ عليها ويكون مؤتمناً على هذا السر العظيم وعدم الإفصاح به لأحد مهما كان، وقد إختارت العناية الإلهية القديس يوسف النجار الذى كان رجلا بارا ليكون بمثابة ستار لمريم العذراء من أعين اليهود الذين كانوا سيتهمونها بالزنى لو كانت عذراء غير مخطوبة وقتلوها بالرجم

3- حمايتها من اليهود فلا يرجمونها متى ظهرت عليها علامات الحمل.

وربما يسأل البعض هل مجرد الخطوبة بين يوسف ومريم يبرر الحمل ويمنع إدانتهما؟

للرد نقول أن العذراء المخطوبه تحسب أمام الشرع إمرأه خطيبها وتسكن معه فى بيتة، ولكن لا توجد علاقة زواج بينهما، ولكن لو حدث مثلاً وإضطجع الرجل مع خطيبتة وحملتالمخطوبة من خطيبها يستوجب على الخطيب زواجها بكتابة عقد زواج، ويصبح هو أبو المولود، ولا يستطيع أن يطلقها كل أيام حياتة ولعل هذا التفسير يتطابق مع ما جاء فى سفر التثنية: 

+ (تثنية 22: 28) 28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.

ثم أن يوسف لما أراد يوسف تخلية العذراء سراً قال له الملاك: لا تخف أن تأخذ مريم إمرأتك من هذا نفهم أن مجرد الخطبه عند اليهود يجعل الزيجه قائمه أمام الشرع، ولو حدث تعدى أدبى وحدوث معاشرة بين الخطيبين فيستوجب على الخطيب إتمام مراسم الزواج الرسمى بأقصى سرعة.

ولو كان الأمر غير ذلك وشاهد الناس أن مريم العذراء حامل عند ظهور علامات الحمل على بطنها وهى مازالت مخطوبة ليوسف النجار لإتهموا يوسف ومريم معاً بالزنى وقتلوهما رجما، ولكن هذا لم يحدث، وزيادة فى تأكيد كلام الوحى الإلهى أن مريم كانت عذراء حتى أثناء خطوبتها وأن ولادة المسيح كانت بغير زرع بشر، لم يكتف بالقول عن أمه أنها مخطوبه ليوسف فيمكنها أن تنجب منه حسب شريعه اليهود لكنة أكمل قائلاً: "وقبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس" لتشمل معنيين

(منقول)

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

ترنيمة يجدد مثل النسر شبابك

بيان هام جدا من نيافة الانبا موسى الاسقف العام بخصوص الاشاعات التى قيلت عن وفاة قداسة البابا شنودة

بيان هام جدا من نيافة الانبا موسى الاسقف العام بخصوص الاشاعات التى قيلت عن وفاة قداسة البابا شنودة





و هذا نص البيان


نعلن ان قداسة البابا شنودة الثالث , ادام الله حياته , فى تمام الصحة و العافية . و قد قضينا معه طول اليوم فى مقابلات و اجتماعات و نشاط مستمر . و لا صحة لاى اشاعات اخرى .
9 - 8 - 2011 
امضاء الانبا موسى الاسقف العام

ترنيمة رافع أيديك تدى سلام (يا نبت أخضر)

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

الصوم: أهميته وفائدته
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث

        الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية. وبها وضع اللَّه حدوداً للجسد لا يتعدَّاها.
        وبالامتناع عن الأكل، يرتفع الإنسان فوق مستوى الجسد، ويرتفع أيضاً فوق مستوى المادة. وهذه هى حكمة الصوم. ولكن حينما ينهزم الإنسان أمام الجسد، حينئذ يأخذ الجسد سُلطاناً عليه. ويظل الإنسان يقع في خطايا عديدة من خطايا الجسد، واحدة تلو الأخرى.
?? والصوم عرفته كل الشعوب. وهو معروف في كل ديانة، حتى في الديانات الوثنية والبدائية. والذي يقرأ عن البوذية والبراهمية والكونفشيوسية، وعن اليوجا أيضاً، يرى أمثلة واضحة عن الصوم، وعن قهر الجسد لكي تأخذ الروح مجالها. والصوم عندهم تدريب للجسد وللروح أيضاً.
        وفي حياة المهاتما غاندي الزعيم الروحي الشهير بالهند، نرى الصوم من أبرز الممارسات الواضحة في حياته. وكثيراً ما كان يواجه به المشاكل. وقد صام مرة مدة طويلة متواصلة، حتى قال الأطباء: إن دمه بدء يتحلَّل.
        وبالصوم اكتشف اليوجا بعض طاقات للروح ... تلك الطاقة الروحية التي كانت محتجبة وراء الاهتمام بالجسد، وقد عاقها الجسد عن الظهور، ولم يكتشفوها إلاَّ بالصوم. ويرى الهندوس أن غاية ما يصلون إله هو حالة " النرڤانا " أي إنطلاق الروح من الجسد للاتحاد باللَّه. ولا يمكن أن يدركوها إلاَّ بالنُّسك الشديد والزُّهد والصوم.
?? بالصوم يشعر الإنسان بضعفه، فيلجأ إلى اللَّه لكي يقوِّيه. فالصوم إذن هو فترة صالحة يتوسَّل بها الإنسان أن يتدخَّل اللَّه لكل مشاكله لكي يحلَّها. وفي فترات الصوم الممزوج بالصلاة، يقترب الإنسان إلى الحياة التي تُرضي اللَّه سبحانه. وروحيات الإنسان يمكن أن تكون في أي وقت، ولكنها في فترة الصوم تكون أعمق، وتكون أصدق، وتكون أقوى.
?? والذي يدرك فوائد الصوم وفاعليته في حياته وفي علاقته باللَّه، إنما يفرح حقاً بالصوم. ولا يكون من النوع الذي يصوم، وفي أثناء الصوم يشتهي متى يأتي وقت الإفطار! بل أنه حينما يحين الإفطار يشتهي الوقت الذي يعود فيه لصوم من جديد. والإنسان الروحي يفرح بأيام الصوم، أكثر مِمَّا يفرح بالأعياد التي يأكل فيها ويشرب. ومن فرح الروحيين بالصوم، لا يكتفون بالصوم العام، إنما يُضيفون إليه أصواماً خاصة بهم ... شاعرين أن روحياتهم تكون أقوى في فترة الصوم.
        ولعلَّنا نتذكَّر أن الآباء الرهبان ـ من محبتهم للصوم ـ جعلوه منهج حياة. وبه صارت حياتهم منتظمة.
?? إن الصوم الحقيقي، هو الذي يتدرَّب فيه الصائم على ضبط النفس. ويستمر معه ضبط النفس كمنهج حياة. فيضبط نفسه في أيام الفطر كما في أيام الصوم ... وهكذا يكون الصوم نافعاً له، ويعتبر بركة لحياته. ولا يرى في الصوم صعوبة، بل يراه نعمة.
?? إن الصوم يصل إلى كماله، بالجوع وفي احتماله. وما أكثر الفضائل الروحية التي يحملها الجوع. ففيه يشعر الإنسان بضعفه، فيبعد عن الغرور والشعور بالقوة. وفي ضعفه تقوده مسكنة الجسد إلى مسكنة الروح ... ويصل إلى فضيلة الاتضاع. وفي شعوره بالضعف يحتاج إلى قوة تسنده، فيلجأ إلى اللَّه بالصلاة. وهكذا يرتبط الصوم بالصلاة. وصلاة الإنسان وهو جائع، صلاة أكثر عمقاً. أمَّا الجسد الممتلئ بالطعام، فلا تخرج منه صلوات ممتلئة بالروح. في الواقع أن الجوعان يشتاق أن يُصلِّي. أمَّا الشبعان فكثيراً ما ينسى الصلاة. ولعلنا نلاحظ أن غالبية المتدينين يُصلُّون قبل الأكل. بل نرى قليلين من الذين يُصلُّون بعد الانتهاء من الأكل وقد شبعوا.
?? إن الصوم مفيد للإنسان صحيَّاً. فالذي يُتعب الجسد ليس هو الصوم بل الأكل أي كثرة الأكل والتخمة وعدم الضوابط في الطعام. بل الصوم هو فترة راحة لبعض أجهزة الجسد، إنها فترة تستريح كل أجهزة الجسد الخاصة بالهضم والتمثيل: كالمعدة والأمعاء والكبد والمرارة. هذه التي يرهقها الأكل الكثير والطعام المُعقَّد في تركيبه. كما يُتعب الجسد أيضاً أنه بعد الإفطار يبدأ في تناول المسليات والترفيهات وما أشبه، فترتبك أجهزته.
?? وما أخطر اللحوم بشحومها ودهونها في إزادة نسبة الكوليسترول في الدم، وخطر ذلك في تكوين الجلطات. حتى أن الأطباء يشددون جداً في هذا الأمر. ويُقدِّمون النصائح في البُعد عن الدسم الكثير حرصاً على صحة الجسد وبخاصة بعد سن مُعيَّنة وفي حالات خاصة.
?? ومن فوائد الصوم أنه يُساعد على التَّخلُّص من السمنة والبدانة والتَّرهُّل. فالمعدة كلما تعطيها أزيد من احتياجها، تتسع لتحتمل ما هو أكثر. ويزداد اتساعها في حالات التَّرهُّل. وكثير من الأطباء ينصحون من أجل صحة الجسد بإنقاص وزنه، ويضعون له حكماً يُسمَّى Regime ( رچيم ). ويقولون: الإنسان البدين لن يضبط نفسه في الأكل بعد أن كان يأكل بلا ضابط. والصائم يُقلِّل أو ينقص من وزنه بدون أمر من طبيب. حقاً أنها لمأساة، أن يقضي الإنسان جزء كبير من عمره يُربِّي أنسجة لجسده، ويُكدِّس في هذا الجسم دهوناً وشحوماً. ثم يقضي جزء آخر من عمره في التَّخلُّص من هذه الكتل التي تعب كثيراً في تكوينها واقتنائها. لعلَّ هذا يُذكِّرني بالتيتظل تأكل إلى أن يفقد جسدها رونقه. ثم ينصحها الأطباء أن تصوم وتُقلِّل الأكل وتتبع رچيم.
?? صوموا إذن لتستفيد أجسادكم صحيَّاً ولا تفقد رونقها، وفي نفس الوقت تسمو الروح وتقترب من اللَّه.
?? إن الصوم يُساعد على علاج كثير من الأمراض. ومن أهم الكُتُب التي قرأتها قديماً في هذا المجال، كتاب لعالم روسي تُرْجِمَ إلى العربية سنة 1930م باسم " التطبيب بالصوم ".
?? إن الصوم أيضاً يجعل الجسد خفيفاً ونشيطاً. فالصوم إذن ليس مُجرَّد علاج للروح، إنما هو علاج للجسد أيضاً. فيجب أن تتحرَّروا من فكرة أن الصوم يتعب الصحة، هذه الفكرة التي تجعل بعض الأمهات من حنوهم الزائد على صحة أبنائهن يخفن عليهن من الصوم. فتفرح الأم أن ترى ابنها سميناً وممتلئ الجسم وتظن أن هذه هى الصحة! بينما قد يكون العكس هو الصحيح.




من مزامير أبينا داود النبي ( 60 : 1، 2 )
        استمع يا الله طلبتي. اصغَ إلى صلاتي. على الصَّخرةِ رفعتني وأرشدتني. صِرتَ رجائي وبُرجاً حصِيناً.         هللويا

إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير (14 : 25 ـ 35 )
   وكان جموعٌ كثيرةٌ سائرين معه، فالتفت وقال لهم: " مَن يأتى إليَّ 
ولا يُبغِض أباه وأُمَّه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتَّى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يُمكنه أن يصير لي تلميذاً. فإنه مَن منكم يُريد أن يبني بُرجاً أفلا يجلس أوَّلاً ويحسب النَّفقة، وهل عنده ما يُكمِّله؟ لئلاَّ يضع الأساس ولا يقدر أن يُكمِّله، فيبتدئ جميع النَّاظرين يهزأون به، قائلين: إنَّ هذا الرَّجُل ابتدأ يبني ولم يقدر أن يُكمِّلهُ. أو أيُّ ملك يمضى إلى محاربة ملك آخر، أفلا يجلس أوَّلاً ويتشاور: هل يقدر أن يُلاقي بعشرة آلافٍ الذي يأتي عليه بعشرين ألفاً؟ وإلاَّ فما دام بعيداً منه يُرسِل شفاعةً طالباً سِلماً. فهكذا كلُّ واحدٍ منكم إن لم يترك جميع أمواله لا يقدِر أن يصير لي تلميذاً.
   الملحُ جيدٌ. فإن فسد الملح فبماذا يُمَلح؟ فلا لأرضٍ يصلح ولا لمزبلةٍ، بل يُلقى خارجاً. مَن لهُ أُذنان للسَّمع فليَسمع! ".

( والمجد للـه دائماً )